مكتبة شاملة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مكتبة شاملة

هناك موضيع مختلفة وشاملة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 4. النظرية والواقع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fouad
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد الرسائل : 118
تاريخ التسجيل : 23/05/2007

4. النظرية والواقع Empty
مُساهمةموضوع: 4. النظرية والواقع   4. النظرية والواقع Icon_minitimeالخميس مايو 31, 2007 8:02 am

بما أن النظرية العلمية تسقط كثيرا من تمثلاتها على الواقع، فإن الكثيرين يعتبرون هذا الأخير المحك الحقيقي للنظرية. ومن هذا المنطلق تصبح التجربة العلمية الخطوة الأساسية لبناء النظرية مادامت التجربة هي التي تؤكد أو تكذب الفرضيات. لكن مع التحولات العلمية الحديثة تمت إعادة النظر في علاقة النظرية بالواقع والتجربة. فهذا إنشتاين Einstein يؤكد "أنه لا يمكن استنتاج القاعدة الأكسيومية للفيزياء النظرية انطلاقا من التجربة، إذ يجب أن تكون إبداعا حرا.." فالنظريات العلمية أصبحت لا تخضع للتحقق التجريبي. ومن هذا المنطلق افترض كارل بوبر K. Poper معيارا آخر للتحقق من صدق النظرية، ألا وهو معيار التزييف Falsification . ويعني ذلك أن تكون النظرية العلمية قابلة للتكذيب (دون أن يكون التكذيب مطلقا، وكل ما يعني ذلك فقط أن لكل نظرية المجال الذي تصدق فيه). وهذا ما سيجعل الأنساق العلمية – في نظر بوبر – تخوض صراعا مريرا من أجل البقاء.(= انظر مثلا إلى الاختلاف الحاصل بين الهندسة الأقليدية، والهندسات اللاأقليدية).

ومع ظهور الميكروفيزياء، تغير مفهوم الواقع. حيث أصبح الواقع لا يعني معطى تجريبيا يوجد خارج الذات، وإنما أصبح مفهوما يتغير من الظواهر الماكروسكوبية إلى الظواهر الميكروسكوبية. فالفوتونات والإلكتونات أضحت تفقد كل فردية وتميز. فلا أحد يستطيع الجزم بأنها موجية أو جسمية: لأنه كلما ظهرت بمظهرها الموجي اختفى مظهرها الجسمي، والعكس صحيح. ومن ثمة تصدق النظرية الجسمية والموجية معا. هكذا أصبح – في اعتقاد باشلار – الاهتمام أكثر من ذي قبل بالفرضيات، فأصبحت الفيزياء أكثر فأكثر فرضية-استنباطية.

بناء عليه، أمكن القول بأن التجربة - في صورتها التقليدية – أصبحت متجاوزة، وأصبح الواقع مفهوما عقليا يمكن تمثله بصور متعددة. إلا أن بعض الإبستيمولوجيين يتحفظون من هذا الاستنتاج، حيث يعتقد بوانكاريه H. Poincré، أن المعيار الأساسي للنظرية هو معيار الملاءمة. ويفيد ذلك أن نتساءل أي النظريات تلائمنا أكثر؟ وسيقودنا ذلك – لا محالة – إلى ترجيح نظريات على حساب أخرى.

وكتخريج عام، نستنتج، أنه مهما تعددت دلالات النظرية، فإن إشكالية تحديد علاقتها بالممارسة ستظل إشكالية قائمة. أما تحديد وظائفها فستظل عالقة بالوظائف الإبستيمولوجية التي تعرفها البيولوجيا والعلوم الإنسانية. وفيما يخص علاقة النظرية بالواقع، فهي قضية رهينة بتطور العقلية: فالعقلية الكلاسيكية لا تستطيع أن تتصور النظرية العلمية في غياب التجربة بمفهومها التقليدي. في حين أن العقلية المعاصرة، هي عقلية منفتحة تستطيع أن تحول التجربة المختبرية إلى تجربة ذهنية… ويجب التأكيد أخيرا على أن ربط النظرية بمعيار الملاءمة معناه السقوط في أحضان الفكر البرغمائي، وبالتالي رفض كثير من النظريات العلمية بدعوى أنها لا تلائمنا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
4. النظرية والواقع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 2. النظرية والممارسة
» 3. وظائف النظرية
» علاقة الإنسان بالبيئة (النظرية الحتمية)
» علاقة الإنسان بالبيئة النظرية الاختيارية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتبة شاملة :: منتدى سعيد :: علوم :: فلسفة-
انتقل الى: