تَوَلَّى الجُـودُ وَانْقَـرَضَ الْكِـرَامُ
وَأَضْحَى الْمَجْـدُ لَيْسَ لَهُ سَنَـامُ
فَلَيْـسَ يُـلاَمُ إِمَّا قَـالَ خَلْـقٌ
عَلَى الْدُنْيَـا وَسَاكِنِـهَا السَّـلاَمُ
فَقَدْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِـبَ الْمَطَايَـا
سَقَـى جَدَثـاً تَضَمَّنَـهُ الْغَمَـامُ
وَأَوْحَشَتِ الْمَعَالِـمُ وَاقْشَعَـرَّتْ
لِفَقْـدَتِـهِ وَأَلْـبَسَـهَا قَـتَـامُ
بَكَـاهُ الدِّيـنُ وَالدُّنْيَـا جَمِيـعاً
وَبَكَّـى فَقْـدَهُ الْبَلَـدُ الْحَـرَامُ
بَكَـاهُ كُلُّ ذِي عَيْـنٍ إِلَـى أَنْ
بَكَـاهُ فـي قَرَامِصِـهِ الْحَمَـامُ
مُنِينَـا مِـنْ فَجِيعَتِــهِ بِـأَمْـرٍ
يَشِيـبُ لَـهُ الْغُلاَمَـةُ وَالْغُـلاَمُ
أَتَـانَـا وَالأَنَـامُ عَلَـى ضَـلاَلٍ
فَجَـدَّ إِلَـى هُـدَاهُ بِـهِ الأَنَـامُ
وَدِيـنِ اللهِ مَـعْــزُوزٌ أَثَـامـاً
فَعَـزَّ الدِّيـنُ وَاجْتُنِـبَ الأَثَـامُ
وَكَـانَ الدِّيـنُ مُنْجَزِمـاً عُـرَاهُ
فَأَضْحَى الْحَـقُّ لَيْسَ لَهُ انْجِـزَامُ
وَسُـبْـلُ اللهِ مُلْبَسَـةٌ ظَـلاَمـاً
فَـأَسْفَـرَ بِالنَّبِـيِّ لَـهُ الظَّـلاَمُ
فَشَـدَّ لَنَـا مِنَ الإِسْـلاَمِ رُكْنـاً
وَثِيقـاً لاَ يَكُـونُ لَـهُ اهْتِضَـامُ
وَسَـنَّ لَنَا مِنَ الإِسْـلاَمِ نَهْجـاً
صَلاَةَ الْخَمْـسِ يَتْبَعُـهَا الصِّيَـامُ
وَكَلَّفَ مِنْ أَطَـاقَ الْحَـجَّ قُرْبـاً
فَـزَادَ لَنَا عَلَى الْحَجَـرِ الزِّحَـامُ
وَقَـالَ بِـأَنَّـهُ يَأْتِـي شَفِيـعاً
لِمَـنْ قَـدْ كَانَ قُبْلَتُـهُ اسْتِـلاَمُ
فَمَـا زَالَ النَّبِـيُّ بِنَـا مُقِيـماً
فَطَـابَ لَنَـا لِعِشْرَتِـهِ الْمُقَـامُ
فَبَصَّـرَنَـا وَأَسْمَعَنَـا وَكُـنَّـا
قُبَيْـلُ كَـأَنَّنَـا الإِبِـلُ الْهِيَـامُ
نَرَى أَنَّـا فَضَلْنَـا النَّـاسَ جَـدّاً
وَعُـزَّ بِـذَلِكَ الْهَمَـجُ الطَّغَـامُ
فَسَاهَمَنَا الزَّمَـانُ عَلَيْـهِ كَرْهـاً
فَفَـازَتْ لَلزَّمَـانِ بِـهِ السِّهَـامُ
وَحُـمَّ لَهُ عَنِ الدُّنْيَـا انْصِـرَافٌ
وَكُلٌّ سَـوْفَ يَصْرِفُـهُ الْحِمَـامُ
وَمَا مِنْ مُهْمَـلٍ فـي الأَرْضِ إِلاَّ
سَيَفْجَـأُ مَهْلَـهُ حَـتْـفٌ زُؤَامُ